تمتلئ حياه البشر باقوال ليست كلها صحيحة. فما اكثر التصحيحات في سياق التقدم البشري ونمو قدراته العقلية والفكرية في فهمها لما هو واقعي وحقيقي. اشهر الاقوال الخاطئة جائت من ارسطو الذي ملا الدنيا نورا وحكمة باكثر مما فعلت الكتب المقدسة كلها. ففي كتاب الميكانيكا المنسوب اليه منذ اكثر من الفي عام يقول الفيلسوف الكبير " يسكن الجسم المتحرك إذا توقفت القوة التي تحركه عن التاثير عليه". ظلت هذه الاقوال ومعها اقوال بطليموس عن مركزية الارض اساسا للتفكير حتي دحضها جاليليو وبرهن عليها نيوتن. هذا مثال في عالم الطبيعة ومثلها كثير في الاجتماع والسياسة.
كانت اقوال القدماء التي تعرضت للمراجعة والتصحيح مرهونه لما يسمي الالهام او الوحي. وكانت الامانة تقتضي من القدماء القول ان اقوالهم ليست سوي ممارسة تلقائية وعفوية للمعرفة في سياق انتاجها. فما اكثر النماذج التي تخيلها العقل آنذاك عن الكون الطبيعي او الواقع الاجتماعي وظن انها تاتيه من لدن عزيز حكيم.
طالت مرحلة التامل النظري وانتاج الاقوال والحكم باكثر مما ينبغي واصبحت الاقوال التي يستريح الناس لها، بغض النظر عن صلاحيتها او جدواها، مشمولة بقداسة لا نعرف لها مصدرا، واصبحت الاقوال التي نبذها البشر لانها لا تناسب توافقاتهم الاجتماعية هي رجس من عمل الشيطان يلقي به ابتغاء الضلال. هكذا انقسم العالم في حياه الناس الي عالمين تستخدم ما تم الاتفق عليه لتخرج الناس من الظلمات الي النور والعكس بالعكس. واعتقد الناس ان اقوال ارسطو الخاطئة هي النور عاشوا في رحابه قانعين بفقر عقلهم وبؤس معارفهم حتي انهدمت صروح الجهل وقوضت الاقوال المقدسة والغير مقدسة وخرجت البشرية من هذه الفترة الرمادية الحالكة التعاسة الي نور المعرفة بدون وحي انما عبر التجربة لتصحيح ما غرقوا فيه قديما من فلسفات واديان وعقائد.
الحكمة الحديثة تقول " المعرفة وعلوم الواقع وحكمة البشر لا تصح ولا تتحقق صدقيتها الا من خلال التجربة وتعقلنا لها، كما ان ما هو عقلي صرف او وحي والهام لا يمكن تبريره الا بمدي مطابقته للانطباق علي عالم التجربة" وتلك بالضبط هو ما حققه جاليلو ومن بعده كل من عمل في كل مجالات المعرفة اليقينية داحضين اوهام واكاذيب ومغالطات المعرفة النظرية البحتة. فعندما وظفت الاقوال المقدسة والغير مقدسة وتم حكم اهل الزمان القديم بها لم تتقدم البشرية كثيرا بل ربما تراجعت اكثر. وكان التقدم قرينا وقمينا كلما كان الالتزام قائما بإعادة النظر في كل المبادئ، اما للاحتفاظ بفعاليتها لو ثبت صدقها او ادخالها متحف تاريخ المعرفة لو ثبت زيفها.
أما الاله الجديدة في عصرنا الحديث فهي تزاوج بين عقل شجاع لا يخاف من دحض كل شئ واي شئ وتجربة نشطه وفعالة لا تكذب بل وتصحح للعقل ايحاءاته لذاته او المتلقاه من خارج تصوراته. فهل لابو تمام، لو انه عاد أن يصيغ مطلع قصيدته حيث يقول "السيف أصدق أنباء من الكتب ..... ففيه الحد بين الجد واللعب". كان السيف قديما هو المحدد للصواب من الخطا حتي ان الكتب المقدسة من اولها لآخرها لم تسلم من استخدامه لاثبات صدق اقوالها. كان السيف يهوديا ومسيحيا واسلاميا هو ما تحتكم اليه الجماعة لجهلها في اثبات اقولها الايمانية لهذا لم تنتج الاديان عبر معتنقيها ايه حضارة يحن لها احد او يبكي عليها احد. فالتجربة عندهم هي القتل اي ارهاب من بقي علي قيد الحياه لاعتناق ما يتقولون به. هكذا سادت قيم جماعة علي باقي الجماعات بالتوافق معها خوفا منها وتحييدا لارهابها. مثل هذه النماذج ما زالت تعيش في عصرنا الحالي رغم ان قنابلهم ومفخاخاتهم (سيوفهم الجديد) جائت بطرق نظرية وتجارب عملية لا علاقة لها بآيات بينات او مزامير مقدسة.
أما الحكمة التي يمكن استخلاصها من منهجية التفكير بعد جاليلو فصاعدا تكمن في القول " حيثما تقودنا قضية ما، نظريا او تجريبيا، الي تناقض فاننا نستخلص منها انها كاذبة ونقوم باستبعادها" والتناقض هنا اما منطقي رياضي واما نتائج تجريبية لا تتفق والواقع كحادث السقوط المتزامن لجسمين مختلفي الكتلة. ولن نخوض في هذا المقال في مسلسل التناقضات حتي لا يضيع هدف المقال. لكننا امام اقوال سائده في عالمنا الذي يصلي خمس مرات يوميا ويحج وينفق المليارات علي مطامع الحجاج في جنات وملذات بانانية شديدة بينما يتركون ابنائهم في حاجة الي تعليم فقير في حده الادني مقارنة بباقي الشعوب التي لا تحج ولا تصلي بكل هذه الكثافة القدسية. اين الحكمة هنا حيث يقول الاسلاميون عنها: الحكم ضالة المؤمن هو اولي بها اينما وجدها" اين الحكمة الممكن استخلاصها من منهج التفكير الحديث حيث تزاوج العقل والتجربة؟ واين الحكمة في ادعية وتلبيات طوال موسم حج ذهب اليه اكثر من ثلاثة ملايين مسلم، تاركين ورائهم فسادا لا حل له، وعلي بعد رحلة سفر اقل بكثير مما قطعه أفقر الحجاج، يقتل السعوديين المسلمين مسلمين مثلهم في اليمن في الاشهر الحرم بل وفي موسم الحج؟ فالحرب هي الوجه الحقيقي للفشل السياسي. والعلوم الحديثة اثبتت لنا ان الفشل هو في حد ذاته نجاحا لانه يكشف لنا مدي الغلط والخطا فيما نمارسه في حياتنا، فإذا كانت السياسة في منطقتنا قائمة علي مفاهيم تجذرت بما هو اسلامي او عربي فان تجاربنا لاكثر من خمسين عاما تكرر الفشل تلو الفشل مما يدعونا لاستخدام آخر حكمة اتي بها العصر الحديث والتي نعيد تكرارها بعد صياغتها حيث انها ضالة المؤمن قائلين: " حيثما تقودنا قضية ما الي فشل فاننا نستخلص منها انها كاذبة وينبغي استبعادها".
كانت اقوال القدماء التي تعرضت للمراجعة والتصحيح مرهونه لما يسمي الالهام او الوحي. وكانت الامانة تقتضي من القدماء القول ان اقوالهم ليست سوي ممارسة تلقائية وعفوية للمعرفة في سياق انتاجها. فما اكثر النماذج التي تخيلها العقل آنذاك عن الكون الطبيعي او الواقع الاجتماعي وظن انها تاتيه من لدن عزيز حكيم.
طالت مرحلة التامل النظري وانتاج الاقوال والحكم باكثر مما ينبغي واصبحت الاقوال التي يستريح الناس لها، بغض النظر عن صلاحيتها او جدواها، مشمولة بقداسة لا نعرف لها مصدرا، واصبحت الاقوال التي نبذها البشر لانها لا تناسب توافقاتهم الاجتماعية هي رجس من عمل الشيطان يلقي به ابتغاء الضلال. هكذا انقسم العالم في حياه الناس الي عالمين تستخدم ما تم الاتفق عليه لتخرج الناس من الظلمات الي النور والعكس بالعكس. واعتقد الناس ان اقوال ارسطو الخاطئة هي النور عاشوا في رحابه قانعين بفقر عقلهم وبؤس معارفهم حتي انهدمت صروح الجهل وقوضت الاقوال المقدسة والغير مقدسة وخرجت البشرية من هذه الفترة الرمادية الحالكة التعاسة الي نور المعرفة بدون وحي انما عبر التجربة لتصحيح ما غرقوا فيه قديما من فلسفات واديان وعقائد.
الحكمة الحديثة تقول " المعرفة وعلوم الواقع وحكمة البشر لا تصح ولا تتحقق صدقيتها الا من خلال التجربة وتعقلنا لها، كما ان ما هو عقلي صرف او وحي والهام لا يمكن تبريره الا بمدي مطابقته للانطباق علي عالم التجربة" وتلك بالضبط هو ما حققه جاليلو ومن بعده كل من عمل في كل مجالات المعرفة اليقينية داحضين اوهام واكاذيب ومغالطات المعرفة النظرية البحتة. فعندما وظفت الاقوال المقدسة والغير مقدسة وتم حكم اهل الزمان القديم بها لم تتقدم البشرية كثيرا بل ربما تراجعت اكثر. وكان التقدم قرينا وقمينا كلما كان الالتزام قائما بإعادة النظر في كل المبادئ، اما للاحتفاظ بفعاليتها لو ثبت صدقها او ادخالها متحف تاريخ المعرفة لو ثبت زيفها.
أما الاله الجديدة في عصرنا الحديث فهي تزاوج بين عقل شجاع لا يخاف من دحض كل شئ واي شئ وتجربة نشطه وفعالة لا تكذب بل وتصحح للعقل ايحاءاته لذاته او المتلقاه من خارج تصوراته. فهل لابو تمام، لو انه عاد أن يصيغ مطلع قصيدته حيث يقول "السيف أصدق أنباء من الكتب ..... ففيه الحد بين الجد واللعب". كان السيف قديما هو المحدد للصواب من الخطا حتي ان الكتب المقدسة من اولها لآخرها لم تسلم من استخدامه لاثبات صدق اقوالها. كان السيف يهوديا ومسيحيا واسلاميا هو ما تحتكم اليه الجماعة لجهلها في اثبات اقولها الايمانية لهذا لم تنتج الاديان عبر معتنقيها ايه حضارة يحن لها احد او يبكي عليها احد. فالتجربة عندهم هي القتل اي ارهاب من بقي علي قيد الحياه لاعتناق ما يتقولون به. هكذا سادت قيم جماعة علي باقي الجماعات بالتوافق معها خوفا منها وتحييدا لارهابها. مثل هذه النماذج ما زالت تعيش في عصرنا الحالي رغم ان قنابلهم ومفخاخاتهم (سيوفهم الجديد) جائت بطرق نظرية وتجارب عملية لا علاقة لها بآيات بينات او مزامير مقدسة.
أما الحكمة التي يمكن استخلاصها من منهجية التفكير بعد جاليلو فصاعدا تكمن في القول " حيثما تقودنا قضية ما، نظريا او تجريبيا، الي تناقض فاننا نستخلص منها انها كاذبة ونقوم باستبعادها" والتناقض هنا اما منطقي رياضي واما نتائج تجريبية لا تتفق والواقع كحادث السقوط المتزامن لجسمين مختلفي الكتلة. ولن نخوض في هذا المقال في مسلسل التناقضات حتي لا يضيع هدف المقال. لكننا امام اقوال سائده في عالمنا الذي يصلي خمس مرات يوميا ويحج وينفق المليارات علي مطامع الحجاج في جنات وملذات بانانية شديدة بينما يتركون ابنائهم في حاجة الي تعليم فقير في حده الادني مقارنة بباقي الشعوب التي لا تحج ولا تصلي بكل هذه الكثافة القدسية. اين الحكمة هنا حيث يقول الاسلاميون عنها: الحكم ضالة المؤمن هو اولي بها اينما وجدها" اين الحكمة الممكن استخلاصها من منهج التفكير الحديث حيث تزاوج العقل والتجربة؟ واين الحكمة في ادعية وتلبيات طوال موسم حج ذهب اليه اكثر من ثلاثة ملايين مسلم، تاركين ورائهم فسادا لا حل له، وعلي بعد رحلة سفر اقل بكثير مما قطعه أفقر الحجاج، يقتل السعوديين المسلمين مسلمين مثلهم في اليمن في الاشهر الحرم بل وفي موسم الحج؟ فالحرب هي الوجه الحقيقي للفشل السياسي. والعلوم الحديثة اثبتت لنا ان الفشل هو في حد ذاته نجاحا لانه يكشف لنا مدي الغلط والخطا فيما نمارسه في حياتنا، فإذا كانت السياسة في منطقتنا قائمة علي مفاهيم تجذرت بما هو اسلامي او عربي فان تجاربنا لاكثر من خمسين عاما تكرر الفشل تلو الفشل مما يدعونا لاستخدام آخر حكمة اتي بها العصر الحديث والتي نعيد تكرارها بعد صياغتها حيث انها ضالة المؤمن قائلين: " حيثما تقودنا قضية ما الي فشل فاننا نستخلص منها انها كاذبة وينبغي استبعادها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق