في زمن النفط الاسود ظهر اسلام جديد لم نعهده من قبل له صفات ومواصفات ذلك النفط الداعم له ماليا وثقافيا. فالرائحة النفاذة ولونه الاسود مع لزوجة وطمس للملامح ودمغ اصحابة وكل من اتبعه بانهم خام لم يرتقوا الي مصاف الانسانية الراقية. اسلام قابل ويسمح باشعال الحرائق اينما ذهب. إسلام يلوث كل ارض يطأها طاردا لاهلها او اخضاعهم لمفاهيم بدائية محلها النساء في المقام الاول. اسلام لا يحب الجمال ويكرهه يعاف الفن ويزدريه. اسلام يخرج من اعماق النفس البشرية التي حدثنا عنها سيجموند فرويد طويلا حيث الغريزة الجامحة التي لا تقبل الانتظار لتحقق اشباعها، مثلما هو النفط السريع الاشتعال لو اندفع من باطن الارض. عدوانه حق له وعلي الاخرين قبوله.انه اسلام التكفير والاستبعاد وسحب الجنسيات والقتل في نهاية المطاف لمن استطاع اليه سبيلا.اسلام لا يختلف عن الحركة الصهيونية الداعمة له ايضا دون افصاح مباشر فهو لم يظهر الا بعد ظهور الصهيونية. فما الفارق بين استبعاد البشر وسحبهم بعيدا عن اوطانهم ومطاردتهم اينما حلوا وبين حركة الصهيونية في اعتي اشكالها الاستباعدية. اسلام حقبة النفط هو اسلام صهيوني بجدارة يطارد كل من لا يقبل به ويسحب الوطن من تحت اقدام اصحابه لو انهم لهم تفسير مخالف لما هو سائد. حالات كثيرة مثلتها قضية نصر حامد ابو زيد، فرج فوده، نجيب محفوظ وسيد القمني مؤخرا. كلهم جرت عليهم جريمة سحبهم خارج وطنهم اما بالموت او سحب الوطن منهم بالاستبعاد والطرد خارجه تكفيرا وتخوينا.حماس التي روج لها الجهلاء بانها مقاومة بدأت في اخضاع اهل غزة ليكونوا عبيدا. فهل علي العبد من تكليف سوي الهروب بنفسه من سجانيه. حماس تلعب دور الوكيل الشرعي لاسرائيل ويؤيدها اسلام النفط الذي يمولها سرا ويعلن – كذبا - انهم رجال عاهدوا الله علي تحرير اوطانهم. اسلام النفط في السودان يحاكم صحفية غاية في الاحتشام ويتهمها بان زيها فاضح، لا لسبب سوي ان اولي الامر بالمنكر والنهي عن المعروف وشرطتهم الدينية تحقق وتثبت نظريات فرويد في المكبوت عندهم من الجنس والرغبة.اسلام النفط يدعم النقاب لانه يهرب من الجمال ولا يريد لاصحابه التحلي بالعفة العقلية. فالعقل غائب عن هؤلاء المسلمين والضمير لا مكان له في لغة العرب في اصولها النصية. فالجمال يطلق عنان الرغبة عند مسلمي النفط المحدثين ويصعب تهذيبه وترويضه.اسلام النفط لا يجد موقعا يرتع فيه الا الاماكن الفقيرة والخربة والمتخلفة. افغانستان، الصومال، دارفور و نيجيريا مؤخرا. اسلام النفط لا رحمة فيه فهو ليس مهموما بتنمية تلك الاماكن بقد ما هو مشغول بخلق الصراعات بين العقائد والاديان وبين اهل الوطن الواحد. هو اسلام له صدي من اعماق تاريخ الاديان وخاصة اليهودية في شكلها الخام حيث الاباده باسم الرب. هو اسلام نابع منها ويخدمها وعاملها بقدر ما عاملت هي كثيرين في حقب تاريخية اعمق وابعد منه زمنا.
الجمعة، 31 يوليو 2009
الخميس، 23 يوليو 2009
الضباع الجائعة
كم من مرة ضجت آذاننا باقوال اهل الاسلام السياسي بان الاسلام لا يعرف العنصرية. كان المقصود الذين دخلوا الاسلام ورغم ذلك فالممارسات الاسلامية والاسلاميين طوال التاريخ عكست العنصرية والطائفية وحروب المذاهب حتي لمن دخل الاسلام. فالصدع الديني الاكبر بين الشيعة والسنة قائم علي هذا التصنيف وكذلك الصدع السياسي الاعظم بين بني امية والعباسيين حتي ولو انتموا الي اصول من ذات القبيلة المؤسسة لدين الإسلام.
فالإسلام السياسي وأهله لا يرون أحدا إلا إذا كان مسلما علي شاكلتهم، عدا ذلك، يتنكرون لأقوال المساواة والسواسية ويعودون ليكونوا عنصريين حتى مع بعضهم البعض. يبدأ بكائهم ونحيبهم بدموع التماسيح (عفوا أيها التمساح ذلك الحيوان الخلاب) علي مسلمين في بقاع العالم شرقا وغربا، حتى ولو لم يكن يعرفوا من الإسلام شيئا سوي حركات ميكانيكية يؤدونها تحت مسمي صلاة.
قالها فهمي هويدي الباكي علي أهل سينغيانغ الصينية باعتبارهم مسلمين رغم أنهم أساسا مواطنين في هذه الدولة العظيمة، قال الرجل " أحداث الصين الأخيرة ذكرتنا بعذابات ملايين المسلمين المنسيين في أنحاء المعمورة، الذين لم يعودوا يجدون أحدا يعنى بأمرهم."
غازل هويدي الغريزة الدينية عند المسلمين في قوله " بأن كثيرين هناك ضبطوا ساعاتهم على توقيت باكستان وليس الصين". كتب الرجل مقالاته الثلاث بعنوان:
"منسيون ومعذبون في الصين"
"سكتت الحكومات ــ أين الشعوب؟"
"خذلتنا الدول الإسلامية"
فالإسلام السياسي وأهله لا يرون أحدا إلا إذا كان مسلما علي شاكلتهم، عدا ذلك، يتنكرون لأقوال المساواة والسواسية ويعودون ليكونوا عنصريين حتى مع بعضهم البعض. يبدأ بكائهم ونحيبهم بدموع التماسيح (عفوا أيها التمساح ذلك الحيوان الخلاب) علي مسلمين في بقاع العالم شرقا وغربا، حتى ولو لم يكن يعرفوا من الإسلام شيئا سوي حركات ميكانيكية يؤدونها تحت مسمي صلاة.
قالها فهمي هويدي الباكي علي أهل سينغيانغ الصينية باعتبارهم مسلمين رغم أنهم أساسا مواطنين في هذه الدولة العظيمة، قال الرجل " أحداث الصين الأخيرة ذكرتنا بعذابات ملايين المسلمين المنسيين في أنحاء المعمورة، الذين لم يعودوا يجدون أحدا يعنى بأمرهم."
غازل هويدي الغريزة الدينية عند المسلمين في قوله " بأن كثيرين هناك ضبطوا ساعاتهم على توقيت باكستان وليس الصين". كتب الرجل مقالاته الثلاث بعنوان:
"منسيون ومعذبون في الصين"
"سكتت الحكومات ــ أين الشعوب؟"
"خذلتنا الدول الإسلامية"
فمبدأ فرق تسد له أدوات كثيرة استجد منها فرق التوقيت وضبط الساعات. فلو حكمت الضباع هذا الإقليم واعتمدت توقيتات باكستان لبدأت التفرقة بعدم زواج أهل البلاد من بعضهم لان نسائهم حلال علي البعض وحرام علي البعض لان الإيمان لم يدخل قلوبهم بعد وربما ينفصلوا عن الصين مثلما فعلت باكستان مع الهند، دولتهم الأم. فلو عرف هويدي خرائط الزمن لأدرك أن الجغرافيا اصدق انباءا مما وقر في القلب. فالصين مثل روسيا وأمريكا وكندا بها أكثر من توقيت لامتدادهم عبر عده خطوط طول . فإقليم سينغيانغ بأكمله يشترك مع شرق باكستان و أفغانستان في نفس الفالق الزمني. لكن ماذا نفعل والنوايا السيئة مضمرة حتى ولو كان دوران الشمس وتوزيع الأقاليم لا مكان له في المعرفة الإسلامية؟ لكن يبدوان المقصود بالتوقيت هو الفهم الطالباني لأفغانستان وشرق باكستان الواقع تحت تأثير الوهابية الطالبانبة .
إعترف هويدي بانه ذهب ومعه حقيبة مليئة بالكنوز الاسلامية عي طريقة التاجر الطماع والجشع في اوبريت مرزوق العتقي. لم يجني تاجر الاوبريت من شطارتة الا تاج الجزيرة " السلطانية" فعاد نادما باكيا وترك الجزيرة باهلها سليمة معافاه. اما هويدي الذي يعرف تاريخ الصين فقد عاد ليبكي عليها ايضا مضمرا ما لا يحمد عقباه لاهلها ولعلنا نذكره بها في وقفة سريعه.
إنها الدولة التي عانت وداس فيها كل مستعمر اوروبي وياباني. لم تشهد البشرية مذابح بشعة واكل اللحوم مثلما حدث مع الصين. وانتهي بها الامر في القرن العشرين بشعب اشتهر بالافيون وادمانه. صنعت الصين معجزة القضاء علي الافيون بينما هناك شعوب عربية واسلامية حتي النخاع مازال القات هو غذائها الرئيسي منذ 1400 عام وعلي وشك الانقسام والتشرزم مرة اخري. قامت الصين بثورة اشتراكية فكان مجرد اكل خبز أو أرز حاف لمليار وربع نسمة هو معجزة باي حال. تحولت الدولة الي الاشتراكية في عصر الانقسام الايديولوجي. وعندما فشلت الاشتراكية لاسباب كثيرة كان هويدي وفريقة القومي والعروبي والاسلامي من ضمنها بطفيليتهم علي الكتلة الاشتراكية انهارت تلك الكتلة، عندها تحولت الصين الي دولة مركزية راسمالية.
في طورها الجديد صنعت الصين للعرب أصحاب شعار"أمجاد يا عرب أمجاد" سجاده صلاة بها بوصلة لتوجه المؤمن الذي لا يعرف عن فرق التوقيت أو الموقع الجغرافي شيئا. صنعت فانوس رمضان الذي يردد الأذان في المغرب وعند الفجر تذكيرا للمسلم الغافل عن كل شئ في حياته إلا بقيام الليل والحرص علي الطقوس. ولم تنسي الصين أن تدخل البهجة علي الأطفال فهناك فوانيس تشدو بأغنية " بابا اوبح". يكفي هذا، فهذا ما يهم هويدي شكلا وليس موضوعا، من الصين الصناعية. أما حديثي للعقلاء فقد امتلأت شوارعها بالسيارات بدلا من السير علي الإقدام أو باستخدام الدراجات، اقتصادها شغل بال معظم الاقتصاديين فقالوا بأنها ستكون اكبر اقتصاد عالمي في هذا القرن. صعدت الصين للفضاء وصنعت السيارة والكوميوتر وتبدل الزي المتقشف لشو أن لاي وماو الي الاسموكنج والكرافاتات الانيقة. وبدأت فتياتها في منافسة الجمال الأوروبي، عند هذا الأمر الأخير فإنا علي يقين أن هويدي والعرب وأمثالهم سيتذكرون علي الفور القول المأثور "ولا تنس نصيبك من الدنيا".
فلماذا إذن ذهب هويدي الي هذا الإقليم ولم يذهب إلى الصين ذاتها لينقل لنا تجارب الصين العظيمة. هو ذهب لينقل إليهم بحقيبة تحوي ما يردده أهل اليمن وأفغانستان رغم أن القات والأفيون لم يغادر أفواههم متزامنا مع الصلاة. فما جدوي تعلم مسلمي الصين القرآن وحفظه من النسخ المنقولة إليهم؟ وهل هي مقدمة لأفينة الشعوب مجددا حسب قول ماركس بعد أن قامت الصين بالانتصار عليه فكرا وإدمانا في العقل والقلب وفي الأعصاب.
تبدو المراكز الرأسمالية في العالم في حالة تنافس وتبدو أيضا في حالة من تقسيم العمل والأدوار كل بنصيب في كعكة السوق الكبري. أما العرب والمسلمين فلا مكان لهم إلا قول دوق إدنبرة عن السياحة العربية في بلده بأنها " دعارة وطنية". فكل مسخر لما خلق له. دول الصناعة والابتكار والاختراع لها مجالها ودول التطفل والاستهلاك والإدمان لها أهلها أيضا. لكن لو أننا أخذنا بنظرية المؤامرة بالحرب، سرية كانت أم علنية، التي يؤمن بها العروببين والإسلاميين، لو أخذنا بها مؤقتا، فربما نشرح بها بعضا من المظاهر المربكة في حياتنا. فما أكثر من يتظاهرون بأنهم حملان لكن جلد الذئب وأنيابه وضروس الضباع ووحشيته تظهر في لحظات كاشفة رغم تنكرهم بتبتل وورع وتقوي طوال الوقت وعلي صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات. ماذا لو أن اكبر دولة رأسمالية قررت التآمر علي الصين بتفتيته إلي كتل واقاليم، خاصة لو لاحظنا كيف أن دخول إسلام عصر الوهابية النفطي لأي دولة فان الانشطار يصبح حتما مقضيا ولنا في الصومال والسودان وأفغانستان وباكستان ونيجيريا أسوة سيئة. فمع من يعمل هويدي إذن لو صحت نظرية المؤامرة التي هم بها مؤمنين؟
خبرتنا الطويلة مع هؤلاء أنهم يقيمون الدنيا ضد أمريكا والغرب والصليبيين واليهود بأنهم أعداء للإسلام وكذلك والمسلمين البسطاء والعلمانيين والملحدين وكل من له عقل واتي إلي العالم بقلب سليم بأنهم أضاعوا الفريضة الغائبة. لكن اللحظة الكاشفة تأتي أيضا فلا احد يمكنه منع الحقيقة. إنها ذات اللحظة التي بدأنا بها المقال عندما قلنا أن الإسلام السياسي يدعي انه لا يعرف العنصرية والطائفية لكن مسلك الضباع يبدوا حاضرا إذا ما لاحت في الأفق فرائس جديدة يسيل عندها اللعاب وتصدر الروائح وتبرز الأنياب فهناك في الصين فريسة جديدة قابلة للتحول إلي أفغانستان وصومال ودارفور جديدة لتشفي غليل قوم مؤمنين.
إعترف هويدي بانه ذهب ومعه حقيبة مليئة بالكنوز الاسلامية عي طريقة التاجر الطماع والجشع في اوبريت مرزوق العتقي. لم يجني تاجر الاوبريت من شطارتة الا تاج الجزيرة " السلطانية" فعاد نادما باكيا وترك الجزيرة باهلها سليمة معافاه. اما هويدي الذي يعرف تاريخ الصين فقد عاد ليبكي عليها ايضا مضمرا ما لا يحمد عقباه لاهلها ولعلنا نذكره بها في وقفة سريعه.
إنها الدولة التي عانت وداس فيها كل مستعمر اوروبي وياباني. لم تشهد البشرية مذابح بشعة واكل اللحوم مثلما حدث مع الصين. وانتهي بها الامر في القرن العشرين بشعب اشتهر بالافيون وادمانه. صنعت الصين معجزة القضاء علي الافيون بينما هناك شعوب عربية واسلامية حتي النخاع مازال القات هو غذائها الرئيسي منذ 1400 عام وعلي وشك الانقسام والتشرزم مرة اخري. قامت الصين بثورة اشتراكية فكان مجرد اكل خبز أو أرز حاف لمليار وربع نسمة هو معجزة باي حال. تحولت الدولة الي الاشتراكية في عصر الانقسام الايديولوجي. وعندما فشلت الاشتراكية لاسباب كثيرة كان هويدي وفريقة القومي والعروبي والاسلامي من ضمنها بطفيليتهم علي الكتلة الاشتراكية انهارت تلك الكتلة، عندها تحولت الصين الي دولة مركزية راسمالية.
في طورها الجديد صنعت الصين للعرب أصحاب شعار"أمجاد يا عرب أمجاد" سجاده صلاة بها بوصلة لتوجه المؤمن الذي لا يعرف عن فرق التوقيت أو الموقع الجغرافي شيئا. صنعت فانوس رمضان الذي يردد الأذان في المغرب وعند الفجر تذكيرا للمسلم الغافل عن كل شئ في حياته إلا بقيام الليل والحرص علي الطقوس. ولم تنسي الصين أن تدخل البهجة علي الأطفال فهناك فوانيس تشدو بأغنية " بابا اوبح". يكفي هذا، فهذا ما يهم هويدي شكلا وليس موضوعا، من الصين الصناعية. أما حديثي للعقلاء فقد امتلأت شوارعها بالسيارات بدلا من السير علي الإقدام أو باستخدام الدراجات، اقتصادها شغل بال معظم الاقتصاديين فقالوا بأنها ستكون اكبر اقتصاد عالمي في هذا القرن. صعدت الصين للفضاء وصنعت السيارة والكوميوتر وتبدل الزي المتقشف لشو أن لاي وماو الي الاسموكنج والكرافاتات الانيقة. وبدأت فتياتها في منافسة الجمال الأوروبي، عند هذا الأمر الأخير فإنا علي يقين أن هويدي والعرب وأمثالهم سيتذكرون علي الفور القول المأثور "ولا تنس نصيبك من الدنيا".
فلماذا إذن ذهب هويدي الي هذا الإقليم ولم يذهب إلى الصين ذاتها لينقل لنا تجارب الصين العظيمة. هو ذهب لينقل إليهم بحقيبة تحوي ما يردده أهل اليمن وأفغانستان رغم أن القات والأفيون لم يغادر أفواههم متزامنا مع الصلاة. فما جدوي تعلم مسلمي الصين القرآن وحفظه من النسخ المنقولة إليهم؟ وهل هي مقدمة لأفينة الشعوب مجددا حسب قول ماركس بعد أن قامت الصين بالانتصار عليه فكرا وإدمانا في العقل والقلب وفي الأعصاب.
تبدو المراكز الرأسمالية في العالم في حالة تنافس وتبدو أيضا في حالة من تقسيم العمل والأدوار كل بنصيب في كعكة السوق الكبري. أما العرب والمسلمين فلا مكان لهم إلا قول دوق إدنبرة عن السياحة العربية في بلده بأنها " دعارة وطنية". فكل مسخر لما خلق له. دول الصناعة والابتكار والاختراع لها مجالها ودول التطفل والاستهلاك والإدمان لها أهلها أيضا. لكن لو أننا أخذنا بنظرية المؤامرة بالحرب، سرية كانت أم علنية، التي يؤمن بها العروببين والإسلاميين، لو أخذنا بها مؤقتا، فربما نشرح بها بعضا من المظاهر المربكة في حياتنا. فما أكثر من يتظاهرون بأنهم حملان لكن جلد الذئب وأنيابه وضروس الضباع ووحشيته تظهر في لحظات كاشفة رغم تنكرهم بتبتل وورع وتقوي طوال الوقت وعلي صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات. ماذا لو أن اكبر دولة رأسمالية قررت التآمر علي الصين بتفتيته إلي كتل واقاليم، خاصة لو لاحظنا كيف أن دخول إسلام عصر الوهابية النفطي لأي دولة فان الانشطار يصبح حتما مقضيا ولنا في الصومال والسودان وأفغانستان وباكستان ونيجيريا أسوة سيئة. فمع من يعمل هويدي إذن لو صحت نظرية المؤامرة التي هم بها مؤمنين؟
خبرتنا الطويلة مع هؤلاء أنهم يقيمون الدنيا ضد أمريكا والغرب والصليبيين واليهود بأنهم أعداء للإسلام وكذلك والمسلمين البسطاء والعلمانيين والملحدين وكل من له عقل واتي إلي العالم بقلب سليم بأنهم أضاعوا الفريضة الغائبة. لكن اللحظة الكاشفة تأتي أيضا فلا احد يمكنه منع الحقيقة. إنها ذات اللحظة التي بدأنا بها المقال عندما قلنا أن الإسلام السياسي يدعي انه لا يعرف العنصرية والطائفية لكن مسلك الضباع يبدوا حاضرا إذا ما لاحت في الأفق فرائس جديدة يسيل عندها اللعاب وتصدر الروائح وتبرز الأنياب فهناك في الصين فريسة جديدة قابلة للتحول إلي أفغانستان وصومال ودارفور جديدة لتشفي غليل قوم مؤمنين.
الخميس، 2 يوليو 2009
ساركوزي فقيها حداثيا
نزلت كلمات ساركوزي كفقية حداثي كالمطرقة علي اهل البداوة وبردا وسلاما علي كل من يعرف معني الحضارة والانسانية الكريمة. فكم هي واسعة الفجوة بين نمطين حضاريين مر احدهما بكل تفاعلات التاريخ هضما واستيعابا، ابداعا وتخليقا لها مقارنة بنمط آخر ينظر بريبة الي ما هو خارج سكني اهل الكهوف تشده ثقافته للعوده الي فروع الاشجار والقفز بين الاغصان رغم ادعاءه قناعته منه بان آدم تم خلقه في احسن تقويم. فما تقويم ساركوزي إذن؟
كان اصرارنا بان حوار الحضارات فاشل مثله مثل حوار الاديان فإن الحرب بين الثقافات اصبحت حتما مقضيا. فبعدما تغلبت فرنسا علي مسالة الحجاب جاءت قضية النقاب. كان قرار الدولة الفرنسية بمنع الحجاب امتثالا لحق الطفل وللصغيرات من البنات اللائي لا يعرفن شيئا عن سبب اخفائهن للملامح وللشعر وكل ما هو خارج الوجه والكفين في حياه كريمة قبل ان تشوهه العقيده الدينية بجعله موضوعا جنسيا قابلا للاستهلاك من البالغين.
فما اكثر المسكوت عنه في الثقافة العربية الاسلامية. اولها ادعاء العفة بينما المضاجعة المتعدد ة للنساء هي حلال طيب. يسمونها نكاح. حتي صوتيات اللفظ لم تكن رحيمة بالاذن العفيفة لتختار لفظ زواج بدلا من نكاح. يطيب لهذه الثقافة ان تمارس الاستمناء او احلام اليقظة المرضية بتاجيج الخيال بمن هم إماء وفي ملك اليمين. فمن لم يجد من ينكحها من الحرائر وجد بغيته في السبايا والمحظيات. ومع ذلك فان الفقر الاقتصادي الدائم للمواطن صاحب العقيدة السمحاء طوال تاريخ الاسلام جعل خياله متوحدا مع اولي الامر الذين ضجت مضاجعهم بهؤلاء النساء. ولنعد لكتب التاريخ لنجد ان وفرة المحظيات مقصورة علي مقصورات الخلفاء والسلاطين فيما يسمي الحرملك. فالخداع بان بني آدم خليفة الله في الارض، فان تاريخ الاسلام كله لم يثبت هذه المقولة انما حصرها في خليفة اسلامي يستبيح ثروات الناس وبجانبه مسرور السياف. هكذا اقر تاريخ الاسلام بان بني آدم هو فقط الحاكم ومعه القتلة حاملي السيوف لحمايته وحماية انصبتهم المالية وحيازة النساء. لهذا كان دعاء المصريين علي الحاكم طوال التاريخ بالقول " يخرب بيت ابوه".
اطلقت السلطات الاسلامية مشايخ وفقهاء السلطان لنهش عقول المواطنين (هم مواطنون مع ايقاف التنفيذ) واخفت عن الاعين النساء بالوقر في البيت او بالاختباء وراء حجاب او برقع. هكذا تخلصت السلطات من اعباء مطالب الاستهلاك لنصف المجتمع ووفرتها للصرف منها علي حرملك السلاطين والخلفاء. فالمرأة عورة. فيالها من شيطان أمرد يجري من الانسان التقي الورع الحالم في يقظته ومنامه بها مجري الدم في العروق. بينما هي في عرف الخلفاء واعضاء مجلس الشوري واصحاب الثروات متاعا حلالا حتي ولو اغدقوا عليها الملايين ثم يقتلوها علي طريقة الف ليلة وليلة.
قدر العولمة والانفتاح ان جعلت العرب والاسلاميين كمن له الحق سيرا بالبيجاما في الزمالك حسب قصيدة الشاعر أحمد فؤاد نجم " كلب الست". فذهبوا بالنقاب والبرقع الي باريس. فحي الزمالك الذي كان راقيا ايام ( فساد) الملك فاروق لا نجد له مثيلا في الرقي بعد ان طال العفاف والشرف كل احياء مصر بعد الثورة المباركة. لهذا فإن حاول احد المرور في نفس الحي الذي سكنه كلب الست فلن يعرف احد انه راقي اللهم من بعض الاشجار الشائخة. هو حي لم تعد تمر به اوتومبيل سفينة في قصيدة التحالف لنفس الشاعر نجم. اليوم يركبون اوتومبيلات الطبقة الجديدة كلها مصفحة وضد القنابل والرصاص. فكم من مرة خرج الباشا مكشوفا في سيارته محييا الناس في ذات الحي. الان يمتد نفوذ باشوات زمن العروبة والاسلام بين العواصم العربية بعد ان صارت القومية العربية ايديلوجية الجميع يقتلون هناك وينهبون هنا.
باريس الثقافة ليس بها كلب الست حتي يعض مرتدي البيجاما في القصيده. إنما ذهبوا اليها بالنقاب ليسيروا في الشانزليزية ويدخلوا متحف اللوفر ليتفرجوا علي الاصنام داخلها ويضعوا جدولا زمنيا لتحطيمها ثم يصعدون بلالا ليرفع الآذان من فوق برج ايفل. فباريس مازالت في مخيالهم بلدا للكفر لم تعطهم الفرصة بعد لتخريبها لان بها القانون والحضارة والحقوق المدنية. قانون باريس يضمن التعامل بالمثل، هذا ما قررته الثورة الفرنسية منذ اكثر من مائتي عام فهل سمع اصحاب النقاب عنها؟ ام انهم توحدوا مع اهل الكهف من كثرة قرائتها كل جمعة في المساجد والزوايا فنسوا ان هناك حياه مختلفة يجري عليها قول نفس الشاعر في ذات القصيدة بأن : الحياه عندنا موش كذلك؟
ففي باريس عليك ان تعلن بوضوح شخصيتك وهويتك وملامحك. فليس هناك ملثمون او قطاع طرق. التعامل بالتساوي لم يكن يوما صفة عربية او اسلامية فتاريخ الاسلام صنعه ملثمون ومن هم وراء حجاب. حتي ان نصف الدين كان مطلوبا ان ناخذه ممن جاء الامر بان تقر في بيتها. ورغم ذلك دفعتها الظروف لان تكون مكشوفة في موقعة الجمل وقبل ذلك في تحريضها لقتل عثمان بان نعثلا قد كفر.
فما الخطأ فيما قاله ساركوزي رغم انه لم يعض احدا. النقاب بالفعل يزدري مكانة المرأة الإنسانية وكرامتها. فهي في عرف الذكر العربي، الموحد بالله، موضوعا جنسيا ربما ينقض وضوءه لو راي منها شيئا علي الاطلاق. بعضهم هذبته فترة تفوق 1400 عام فاكتفي بالوجه والكفين. فما هي معدلات التحول الحضاري عند العرب ليصلوا الي ان يحترموها لو رأوها مثلما كان الحال في الزمالك زمن ملك مصر (الفاسد) او مثلما هي في عواصم العالم خارج كهوف الشرق الاوسط.
انه رمز استعباد للمرأة – هكذا قال الرئيس الفرنسي. فاستبعادها من الحياه طوال تاريخ الاسلام هو استعباد لها ( لاحظ ظاهرة الاشتقاق بالقلب في العربية) وهو ما لم يعد ممكنا في الحاضر فاتوا بالنقاب كبديل ورمز مكافئ له. فالعبودية والاستبعاد هما ضمن مفردات ثقافة عنصرية الأديان والمعتقدات. فالعبيد مستبعدون لانهم مستعبدون من حق الممارسة سوي العضلية منها لضخ الثروة من ناتج العمل. وهو ذاته في المراة حيث الجسد الذي هو محط اللذه لمن له حق الوصاية عليها. وهو ذاته المسكوت عنه في ثقافة الاسلاميين. ألا يقف لها اصحاب اللحي في الكويت كحائل دون وصولها للبرلمان؟ فحتي تحت قبته لا يرون فيها الا الجسد. فهل حياه المسلم هي إهتياج جنسي شبق دائم توجب عليه الا يري ما يؤججها؟
بعد تصريحات ساركوزي فقد اكتسب الاسلام فقيها ومفتيا شرعيا وحداثيا جديدا يضاف الي الفقهاء الاربعة ويكشف ما اخفوه عنا – غفر الله لهم خطاياهم. قال الرجل " النقاب ليس من الدين في شئ" وكان من الممكن للاسلاميين ومن هاجموا ساركوزي بغباء ان يلتقطوا الخيط ويصلحوا امرهم. فلا النقاب ولا الحجاب هو من الدين اساسا. فمشكلة الاسلام المزمنة انه اصبح كحصان طرواده لتمرير البداوة والجاهلية العربية لا لسبب سوي انه ظهر في بلاد العرب.
سالني صديقي الملحد: وماذا عن المرأة اليست هي من يلبس النقاب؟
بالفعل هي من يلبسه بل وبعضهن يدافعن عنه لكنه وضع تمت صناعته قسرا. لقد اقنعوها بانها ناقصة عقل ودين. اقنعوها بانها تنسي وذاكرتها ضعيفة وقدراتها العقلية مشكوك فيها وبان شهادتها ناقصة لا ثقة للقاضي بها الا إذا عززتها إمراة اخري تكمل بها ما تفتقده الاولي. ولم تسعف قريحه الموحد بالله شريعته بما يجب عمله إذا ما نسيت كلا من المرأتين نفس ما جاءا للشهادة من اجله. فهل سنحتاج الي إمراة ثالثة وربما رابعة.
هي إذن صناعة اجتماعية وسياسية رديئة لعصور طويلة، تحولت عند بعضهن الي جينات ايمانية علي كروموسوم العقيده. سيكولوجيا فان تعريف الجمال هو وعد بالاشباع. لكن المشكل ان المسلم الحالي بعد أن نهشت عقله المفاهيم العربية ببداوتها لم يعد يري في الاشباع إلا الجنس. ويبدو انه الشئ الوحيد الذي يدركه العقل العربي. فكلما كانت المراة جميلة اعتبرها العقل الموحد بالله ان ستجذب اليها من يفتك بها باكثر مما ينبغي. وان هناك تناسب طردي بين الجمال مع الصغر في السن وبين الاشتياق الجسدي منها. والدليل ياتي في القول: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ . فالمعني واضح والالفاظ كاشفة. فهذه الفئة العمرية غالبا فاقدة للجمال، لهذا فلهن الحق في خلع الحجاب. فلا خطر منهم علي الرجل المؤمن. فهل التشريع الاسلامي مقصور علي حماية الشبق الذكري لاهل التقوي والايمان.؟ فالمقارنة بين نساء شوارع الشانزليزية مهما كان فارق السن وبين مثيلتها في بلاد التقوي وولاية الفقية تجعلها كترمومتر نقيس به الفضيلة بين العواصم ومدي تشبع الرجل بها في كل منهما.
هنا يلح علي تانية بيت الشعر لفؤاد نجم القائل:
وحي الزمالك مسالك مسالك
تحاول تفكر تهوب هنالك
تودر حايتك
بلاش المهالك
فلماذا يذهب المؤمن إذن الي الشانزليزية اللهم الا إذا كان راغبا ان يودر حياته ويكتشف الفارق الحضاري ومدي عنصريته واستبعاده واستعباده لانثاه مع احتقان دائم لغدده الليمفاوية دون اي قدرة علي الاشباع لا الجنسي او الحضاري والثقافي. الزمالك زمن الباشوات كان بها كلب الست قال عنه نجم: جابت فوكس رومي وله ودان.
أما الشانزليزية ففبها القانون الذي هو اشرس من فوكس وابو فوكس كمان.
كان اصرارنا بان حوار الحضارات فاشل مثله مثل حوار الاديان فإن الحرب بين الثقافات اصبحت حتما مقضيا. فبعدما تغلبت فرنسا علي مسالة الحجاب جاءت قضية النقاب. كان قرار الدولة الفرنسية بمنع الحجاب امتثالا لحق الطفل وللصغيرات من البنات اللائي لا يعرفن شيئا عن سبب اخفائهن للملامح وللشعر وكل ما هو خارج الوجه والكفين في حياه كريمة قبل ان تشوهه العقيده الدينية بجعله موضوعا جنسيا قابلا للاستهلاك من البالغين.
فما اكثر المسكوت عنه في الثقافة العربية الاسلامية. اولها ادعاء العفة بينما المضاجعة المتعدد ة للنساء هي حلال طيب. يسمونها نكاح. حتي صوتيات اللفظ لم تكن رحيمة بالاذن العفيفة لتختار لفظ زواج بدلا من نكاح. يطيب لهذه الثقافة ان تمارس الاستمناء او احلام اليقظة المرضية بتاجيج الخيال بمن هم إماء وفي ملك اليمين. فمن لم يجد من ينكحها من الحرائر وجد بغيته في السبايا والمحظيات. ومع ذلك فان الفقر الاقتصادي الدائم للمواطن صاحب العقيدة السمحاء طوال تاريخ الاسلام جعل خياله متوحدا مع اولي الامر الذين ضجت مضاجعهم بهؤلاء النساء. ولنعد لكتب التاريخ لنجد ان وفرة المحظيات مقصورة علي مقصورات الخلفاء والسلاطين فيما يسمي الحرملك. فالخداع بان بني آدم خليفة الله في الارض، فان تاريخ الاسلام كله لم يثبت هذه المقولة انما حصرها في خليفة اسلامي يستبيح ثروات الناس وبجانبه مسرور السياف. هكذا اقر تاريخ الاسلام بان بني آدم هو فقط الحاكم ومعه القتلة حاملي السيوف لحمايته وحماية انصبتهم المالية وحيازة النساء. لهذا كان دعاء المصريين علي الحاكم طوال التاريخ بالقول " يخرب بيت ابوه".
اطلقت السلطات الاسلامية مشايخ وفقهاء السلطان لنهش عقول المواطنين (هم مواطنون مع ايقاف التنفيذ) واخفت عن الاعين النساء بالوقر في البيت او بالاختباء وراء حجاب او برقع. هكذا تخلصت السلطات من اعباء مطالب الاستهلاك لنصف المجتمع ووفرتها للصرف منها علي حرملك السلاطين والخلفاء. فالمرأة عورة. فيالها من شيطان أمرد يجري من الانسان التقي الورع الحالم في يقظته ومنامه بها مجري الدم في العروق. بينما هي في عرف الخلفاء واعضاء مجلس الشوري واصحاب الثروات متاعا حلالا حتي ولو اغدقوا عليها الملايين ثم يقتلوها علي طريقة الف ليلة وليلة.
قدر العولمة والانفتاح ان جعلت العرب والاسلاميين كمن له الحق سيرا بالبيجاما في الزمالك حسب قصيدة الشاعر أحمد فؤاد نجم " كلب الست". فذهبوا بالنقاب والبرقع الي باريس. فحي الزمالك الذي كان راقيا ايام ( فساد) الملك فاروق لا نجد له مثيلا في الرقي بعد ان طال العفاف والشرف كل احياء مصر بعد الثورة المباركة. لهذا فإن حاول احد المرور في نفس الحي الذي سكنه كلب الست فلن يعرف احد انه راقي اللهم من بعض الاشجار الشائخة. هو حي لم تعد تمر به اوتومبيل سفينة في قصيدة التحالف لنفس الشاعر نجم. اليوم يركبون اوتومبيلات الطبقة الجديدة كلها مصفحة وضد القنابل والرصاص. فكم من مرة خرج الباشا مكشوفا في سيارته محييا الناس في ذات الحي. الان يمتد نفوذ باشوات زمن العروبة والاسلام بين العواصم العربية بعد ان صارت القومية العربية ايديلوجية الجميع يقتلون هناك وينهبون هنا.
باريس الثقافة ليس بها كلب الست حتي يعض مرتدي البيجاما في القصيده. إنما ذهبوا اليها بالنقاب ليسيروا في الشانزليزية ويدخلوا متحف اللوفر ليتفرجوا علي الاصنام داخلها ويضعوا جدولا زمنيا لتحطيمها ثم يصعدون بلالا ليرفع الآذان من فوق برج ايفل. فباريس مازالت في مخيالهم بلدا للكفر لم تعطهم الفرصة بعد لتخريبها لان بها القانون والحضارة والحقوق المدنية. قانون باريس يضمن التعامل بالمثل، هذا ما قررته الثورة الفرنسية منذ اكثر من مائتي عام فهل سمع اصحاب النقاب عنها؟ ام انهم توحدوا مع اهل الكهف من كثرة قرائتها كل جمعة في المساجد والزوايا فنسوا ان هناك حياه مختلفة يجري عليها قول نفس الشاعر في ذات القصيدة بأن : الحياه عندنا موش كذلك؟
ففي باريس عليك ان تعلن بوضوح شخصيتك وهويتك وملامحك. فليس هناك ملثمون او قطاع طرق. التعامل بالتساوي لم يكن يوما صفة عربية او اسلامية فتاريخ الاسلام صنعه ملثمون ومن هم وراء حجاب. حتي ان نصف الدين كان مطلوبا ان ناخذه ممن جاء الامر بان تقر في بيتها. ورغم ذلك دفعتها الظروف لان تكون مكشوفة في موقعة الجمل وقبل ذلك في تحريضها لقتل عثمان بان نعثلا قد كفر.
فما الخطأ فيما قاله ساركوزي رغم انه لم يعض احدا. النقاب بالفعل يزدري مكانة المرأة الإنسانية وكرامتها. فهي في عرف الذكر العربي، الموحد بالله، موضوعا جنسيا ربما ينقض وضوءه لو راي منها شيئا علي الاطلاق. بعضهم هذبته فترة تفوق 1400 عام فاكتفي بالوجه والكفين. فما هي معدلات التحول الحضاري عند العرب ليصلوا الي ان يحترموها لو رأوها مثلما كان الحال في الزمالك زمن ملك مصر (الفاسد) او مثلما هي في عواصم العالم خارج كهوف الشرق الاوسط.
انه رمز استعباد للمرأة – هكذا قال الرئيس الفرنسي. فاستبعادها من الحياه طوال تاريخ الاسلام هو استعباد لها ( لاحظ ظاهرة الاشتقاق بالقلب في العربية) وهو ما لم يعد ممكنا في الحاضر فاتوا بالنقاب كبديل ورمز مكافئ له. فالعبودية والاستبعاد هما ضمن مفردات ثقافة عنصرية الأديان والمعتقدات. فالعبيد مستبعدون لانهم مستعبدون من حق الممارسة سوي العضلية منها لضخ الثروة من ناتج العمل. وهو ذاته في المراة حيث الجسد الذي هو محط اللذه لمن له حق الوصاية عليها. وهو ذاته المسكوت عنه في ثقافة الاسلاميين. ألا يقف لها اصحاب اللحي في الكويت كحائل دون وصولها للبرلمان؟ فحتي تحت قبته لا يرون فيها الا الجسد. فهل حياه المسلم هي إهتياج جنسي شبق دائم توجب عليه الا يري ما يؤججها؟
بعد تصريحات ساركوزي فقد اكتسب الاسلام فقيها ومفتيا شرعيا وحداثيا جديدا يضاف الي الفقهاء الاربعة ويكشف ما اخفوه عنا – غفر الله لهم خطاياهم. قال الرجل " النقاب ليس من الدين في شئ" وكان من الممكن للاسلاميين ومن هاجموا ساركوزي بغباء ان يلتقطوا الخيط ويصلحوا امرهم. فلا النقاب ولا الحجاب هو من الدين اساسا. فمشكلة الاسلام المزمنة انه اصبح كحصان طرواده لتمرير البداوة والجاهلية العربية لا لسبب سوي انه ظهر في بلاد العرب.
سالني صديقي الملحد: وماذا عن المرأة اليست هي من يلبس النقاب؟
بالفعل هي من يلبسه بل وبعضهن يدافعن عنه لكنه وضع تمت صناعته قسرا. لقد اقنعوها بانها ناقصة عقل ودين. اقنعوها بانها تنسي وذاكرتها ضعيفة وقدراتها العقلية مشكوك فيها وبان شهادتها ناقصة لا ثقة للقاضي بها الا إذا عززتها إمراة اخري تكمل بها ما تفتقده الاولي. ولم تسعف قريحه الموحد بالله شريعته بما يجب عمله إذا ما نسيت كلا من المرأتين نفس ما جاءا للشهادة من اجله. فهل سنحتاج الي إمراة ثالثة وربما رابعة.
هي إذن صناعة اجتماعية وسياسية رديئة لعصور طويلة، تحولت عند بعضهن الي جينات ايمانية علي كروموسوم العقيده. سيكولوجيا فان تعريف الجمال هو وعد بالاشباع. لكن المشكل ان المسلم الحالي بعد أن نهشت عقله المفاهيم العربية ببداوتها لم يعد يري في الاشباع إلا الجنس. ويبدو انه الشئ الوحيد الذي يدركه العقل العربي. فكلما كانت المراة جميلة اعتبرها العقل الموحد بالله ان ستجذب اليها من يفتك بها باكثر مما ينبغي. وان هناك تناسب طردي بين الجمال مع الصغر في السن وبين الاشتياق الجسدي منها. والدليل ياتي في القول: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ . فالمعني واضح والالفاظ كاشفة. فهذه الفئة العمرية غالبا فاقدة للجمال، لهذا فلهن الحق في خلع الحجاب. فلا خطر منهم علي الرجل المؤمن. فهل التشريع الاسلامي مقصور علي حماية الشبق الذكري لاهل التقوي والايمان.؟ فالمقارنة بين نساء شوارع الشانزليزية مهما كان فارق السن وبين مثيلتها في بلاد التقوي وولاية الفقية تجعلها كترمومتر نقيس به الفضيلة بين العواصم ومدي تشبع الرجل بها في كل منهما.
هنا يلح علي تانية بيت الشعر لفؤاد نجم القائل:
وحي الزمالك مسالك مسالك
تحاول تفكر تهوب هنالك
تودر حايتك
بلاش المهالك
فلماذا يذهب المؤمن إذن الي الشانزليزية اللهم الا إذا كان راغبا ان يودر حياته ويكتشف الفارق الحضاري ومدي عنصريته واستبعاده واستعباده لانثاه مع احتقان دائم لغدده الليمفاوية دون اي قدرة علي الاشباع لا الجنسي او الحضاري والثقافي. الزمالك زمن الباشوات كان بها كلب الست قال عنه نجم: جابت فوكس رومي وله ودان.
أما الشانزليزية ففبها القانون الذي هو اشرس من فوكس وابو فوكس كمان.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)