الخميس، 2 يوليو 2009

ساركوزي فقيها حداثيا

نزلت كلمات ساركوزي كفقية حداثي كالمطرقة علي اهل البداوة وبردا وسلاما علي كل من يعرف معني الحضارة والانسانية الكريمة. فكم هي واسعة الفجوة بين نمطين حضاريين مر احدهما بكل تفاعلات التاريخ هضما واستيعابا، ابداعا وتخليقا لها مقارنة بنمط آخر ينظر بريبة الي ما هو خارج سكني اهل الكهوف تشده ثقافته للعوده الي فروع الاشجار والقفز بين الاغصان رغم ادعاءه قناعته منه بان آدم تم خلقه في احسن تقويم. فما تقويم ساركوزي إذن؟

كان اصرارنا بان حوار الحضارات فاشل مثله مثل حوار الاديان فإن الحرب بين الثقافات اصبحت حتما مقضيا. فبعدما تغلبت فرنسا علي مسالة الحجاب جاءت قضية النقاب. كان قرار الدولة الفرنسية بمنع الحجاب امتثالا لحق الطفل وللصغيرات من البنات اللائي لا يعرفن شيئا عن سبب اخفائهن للملامح وللشعر وكل ما هو خارج الوجه والكفين في حياه كريمة قبل ان تشوهه العقيده الدينية بجعله موضوعا جنسيا قابلا للاستهلاك من البالغين.

فما اكثر المسكوت عنه في الثقافة العربية الاسلامية. اولها ادعاء العفة بينما المضاجعة المتعدد ة للنساء هي حلال طيب. يسمونها نكاح. حتي صوتيات اللفظ لم تكن رحيمة بالاذن العفيفة لتختار لفظ زواج بدلا من نكاح. يطيب لهذه الثقافة ان تمارس الاستمناء او احلام اليقظة المرضية بتاجيج الخيال بمن هم إماء وفي ملك اليمين. فمن لم يجد من ينكحها من الحرائر وجد بغيته في السبايا والمحظيات. ومع ذلك فان الفقر الاقتصادي الدائم للمواطن صاحب العقيدة السمحاء طوال تاريخ الاسلام جعل خياله متوحدا مع اولي الامر الذين ضجت مضاجعهم بهؤلاء النساء. ولنعد لكتب التاريخ لنجد ان وفرة المحظيات مقصورة علي مقصورات الخلفاء والسلاطين فيما يسمي الحرملك. فالخداع بان بني آدم خليفة الله في الارض، فان تاريخ الاسلام كله لم يثبت هذه المقولة انما حصرها في خليفة اسلامي يستبيح ثروات الناس وبجانبه مسرور السياف. هكذا اقر تاريخ الاسلام بان بني آدم هو فقط الحاكم ومعه القتلة حاملي السيوف لحمايته وحماية انصبتهم المالية وحيازة النساء. لهذا كان دعاء المصريين علي الحاكم طوال التاريخ بالقول " يخرب بيت ابوه".

اطلقت السلطات الاسلامية مشايخ وفقهاء السلطان لنهش عقول المواطنين (هم مواطنون مع ايقاف التنفيذ) واخفت عن الاعين النساء بالوقر في البيت او بالاختباء وراء حجاب او برقع. هكذا تخلصت السلطات من اعباء مطالب الاستهلاك لنصف المجتمع ووفرتها للصرف منها علي حرملك السلاطين والخلفاء. فالمرأة عورة. فيالها من شيطان أمرد يجري من الانسان التقي الورع الحالم في يقظته ومنامه بها مجري الدم في العروق. بينما هي في عرف الخلفاء واعضاء مجلس الشوري واصحاب الثروات متاعا حلالا حتي ولو اغدقوا عليها الملايين ثم يقتلوها علي طريقة الف ليلة وليلة.

قدر العولمة والانفتاح ان جعلت العرب والاسلاميين كمن له الحق سيرا بالبيجاما في الزمالك حسب قصيدة الشاعر أحمد فؤاد نجم " كلب الست". فذهبوا بالنقاب والبرقع الي باريس. فحي الزمالك الذي كان راقيا ايام ( فساد) الملك فاروق لا نجد له مثيلا في الرقي بعد ان طال العفاف والشرف كل احياء مصر بعد الثورة المباركة. لهذا فإن حاول احد المرور في نفس الحي الذي سكنه كلب الست فلن يعرف احد انه راقي اللهم من بعض الاشجار الشائخة. هو حي لم تعد تمر به اوتومبيل سفينة في قصيدة التحالف لنفس الشاعر نجم. اليوم يركبون اوتومبيلات الطبقة الجديدة كلها مصفحة وضد القنابل والرصاص. فكم من مرة خرج الباشا مكشوفا في سيارته محييا الناس في ذات الحي. الان يمتد نفوذ باشوات زمن العروبة والاسلام بين العواصم العربية بعد ان صارت القومية العربية ايديلوجية الجميع يقتلون هناك وينهبون هنا.

باريس الثقافة ليس بها كلب الست حتي يعض مرتدي البيجاما في القصيده. إنما ذهبوا اليها بالنقاب ليسيروا في الشانزليزية ويدخلوا متحف اللوفر ليتفرجوا علي الاصنام داخلها ويضعوا جدولا زمنيا لتحطيمها ثم يصعدون بلالا ليرفع الآذان من فوق برج ايفل. فباريس مازالت في مخيالهم بلدا للكفر لم تعطهم الفرصة بعد لتخريبها لان بها القانون والحضارة والحقوق المدنية. قانون باريس يضمن التعامل بالمثل، هذا ما قررته الثورة الفرنسية منذ اكثر من مائتي عام فهل سمع اصحاب النقاب عنها؟ ام انهم توحدوا مع اهل الكهف من كثرة قرائتها كل جمعة في المساجد والزوايا فنسوا ان هناك حياه مختلفة يجري عليها قول نفس الشاعر في ذات القصيدة بأن : الحياه عندنا موش كذلك؟

ففي باريس عليك ان تعلن بوضوح شخصيتك وهويتك وملامحك. فليس هناك ملثمون او قطاع طرق. التعامل بالتساوي لم يكن يوما صفة عربية او اسلامية فتاريخ الاسلام صنعه ملثمون ومن هم وراء حجاب. حتي ان نصف الدين كان مطلوبا ان ناخذه ممن جاء الامر بان تقر في بيتها. ورغم ذلك دفعتها الظروف لان تكون مكشوفة في موقعة الجمل وقبل ذلك في تحريضها لقتل عثمان بان نعثلا قد كفر.

فما الخطأ فيما قاله ساركوزي رغم انه لم يعض احدا. النقاب بالفعل يزدري مكانة المرأة الإنسانية وكرامتها. فهي في عرف الذكر العربي، الموحد بالله، موضوعا جنسيا ربما ينقض وضوءه لو راي منها شيئا علي الاطلاق. بعضهم هذبته فترة تفوق 1400 عام فاكتفي بالوجه والكفين. فما هي معدلات التحول الحضاري عند العرب ليصلوا الي ان يحترموها لو رأوها مثلما كان الحال في الزمالك زمن ملك مصر (الفاسد) او مثلما هي في عواصم العالم خارج كهوف الشرق الاوسط.

انه رمز استعباد للمرأة – هكذا قال الرئيس الفرنسي. فاستبعادها من الحياه طوال تاريخ الاسلام هو استعباد لها ( لاحظ ظاهرة الاشتقاق بالقلب في العربية) وهو ما لم يعد ممكنا في الحاضر فاتوا بالنقاب كبديل ورمز مكافئ له. فالعبودية والاستبعاد هما ضمن مفردات ثقافة عنصرية الأديان والمعتقدات. فالعبيد مستبعدون لانهم مستعبدون من حق الممارسة سوي العضلية منها لضخ الثروة من ناتج العمل. وهو ذاته في المراة حيث الجسد الذي هو محط اللذه لمن له حق الوصاية عليها. وهو ذاته المسكوت عنه في ثقافة الاسلاميين. ألا يقف لها اصحاب اللحي في الكويت كحائل دون وصولها للبرلمان؟ فحتي تحت قبته لا يرون فيها الا الجسد. فهل حياه المسلم هي إهتياج جنسي شبق دائم توجب عليه الا يري ما يؤججها؟

بعد تصريحات ساركوزي فقد اكتسب الاسلام فقيها ومفتيا شرعيا وحداثيا جديدا يضاف الي الفقهاء الاربعة ويكشف ما اخفوه عنا – غفر الله لهم خطاياهم. قال الرجل " النقاب ليس من الدين في شئ" وكان من الممكن للاسلاميين ومن هاجموا ساركوزي بغباء ان يلتقطوا الخيط ويصلحوا امرهم. فلا النقاب ولا الحجاب هو من الدين اساسا. فمشكلة الاسلام المزمنة انه اصبح كحصان طرواده لتمرير البداوة والجاهلية العربية لا لسبب سوي انه ظهر في بلاد العرب.


سالني صديقي الملحد: وماذا عن المرأة اليست هي من يلبس النقاب؟

بالفعل هي من يلبسه بل وبعضهن يدافعن عنه لكنه وضع تمت صناعته قسرا. لقد اقنعوها بانها ناقصة عقل ودين. اقنعوها بانها تنسي وذاكرتها ضعيفة وقدراتها العقلية مشكوك فيها وبان شهادتها ناقصة لا ثقة للقاضي بها الا إذا عززتها إمراة اخري تكمل بها ما تفتقده الاولي. ولم تسعف قريحه الموحد بالله شريعته بما يجب عمله إذا ما نسيت كلا من المرأتين نفس ما جاءا للشهادة من اجله. فهل سنحتاج الي إمراة ثالثة وربما رابعة.

هي إذن صناعة اجتماعية وسياسية رديئة لعصور طويلة، تحولت عند بعضهن الي جينات ايمانية علي كروموسوم العقيده. سيكولوجيا فان تعريف الجمال هو وعد بالاشباع. لكن المشكل ان المسلم الحالي بعد أن نهشت عقله المفاهيم العربية ببداوتها لم يعد يري في الاشباع إلا الجنس. ويبدو انه الشئ الوحيد الذي يدركه العقل العربي. فكلما كانت المراة جميلة اعتبرها العقل الموحد بالله ان ستجذب اليها من يفتك بها باكثر مما ينبغي. وان هناك تناسب طردي بين الجمال مع الصغر في السن وبين الاشتياق الجسدي منها. والدليل ياتي في القول: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ . فالمعني واضح والالفاظ كاشفة. فهذه الفئة العمرية غالبا فاقدة للجمال، لهذا فلهن الحق في خلع الحجاب. فلا خطر منهم علي الرجل المؤمن. فهل التشريع الاسلامي مقصور علي حماية الشبق الذكري لاهل التقوي والايمان.؟ فالمقارنة بين نساء شوارع الشانزليزية مهما كان فارق السن وبين مثيلتها في بلاد التقوي وولاية الفقية تجعلها كترمومتر نقيس به الفضيلة بين العواصم ومدي تشبع الرجل بها في كل منهما.

هنا يلح علي تانية بيت الشعر لفؤاد نجم القائل:

وحي الزمالك مسالك مسالك

تحاول تفكر تهوب هنالك

تودر حايتك

بلاش المهالك

فلماذا يذهب المؤمن إذن الي الشانزليزية اللهم الا إذا كان راغبا ان يودر حياته ويكتشف الفارق الحضاري ومدي عنصريته واستبعاده واستعباده لانثاه مع احتقان دائم لغدده الليمفاوية دون اي قدرة علي الاشباع لا الجنسي او الحضاري والثقافي. الزمالك زمن الباشوات كان بها كلب الست قال عنه نجم: جابت فوكس رومي وله ودان.

أما الشانزليزية ففبها القانون الذي هو اشرس من فوكس وابو فوكس كمان.

هناك تعليق واحد:

  1. Yes i am totally agreed with this article and i just want say that this article is very nice and very informative article Butterfly Garden


    ردحذف