السبت، 27 فبراير 2010

مكاسبنا الانترنتية

هل تنطبق معايير وضوابط النشر المرئي والمكتوب على شبكة الإنترنت؟ هذا السؤال يسبقة سؤال آخر ، هل التليفزيون له ضوابط بكل السفالات المرئية الغير عقلانية به وخاصة من القنوات الدينية؟ انا لاأعتقد أن هناك رقابة علي التليفزيون باي شكل طالما ان ما يقال يخدم النظام السياسي وفقط. ودعونا من اكذوبة حماية حقوق الملكية الفكرية فما اكثر السرقات في عالم العرب والمسلمين التي طالت سرقة اقوال الكتب المقدسة من بعضها البعض. إن تحول التليفزيون ليكون منصة اطلاق للجهل في عالم العرب والمسلمين جعل من الانترنت قلعة لتحصين عقل القارئ والمشاهد من مفاسد الفكر التي في يد جماعات الارهاب المتطرفة فكريا.


فالدولة والنظام بكامل سلطاتهما يتدخلا للمصادرة والمنع وقتما يشعرا بالخطر عليها، لكنهما تركا كل ما ينمي الغباء والجهل في عقل رجل الشارع والمواطن. لهذا سمحت لشبكات التنصير والأسلمة تنمو بشكل قوي فليس هناك اكثر جهلا من المتدينين او من يفكر في احوال الدنيا من خلال ثقب الايمان.

لكن الخطر الحقيقي الذي تخافه دولة العربان والاسلام ياتي من مواقع اللادينيين او الملحدين والعلمانيين أوعلي الاقل من كل موقع به نقد للاديان والشرائع المتفق ضمنا عليها بانها سماوية. فالدولة الفاشلة هي من يقصر الاديان علي تلك الديانات الثلاث المسماه بالسماوية اما الدولة الاكثر غباءا فهي التي تقصرها علي الاسلام وفقط. وجميعهم متناسيين ان هناك الاف الاديان ومعظمها يدعو لقيم اكثر رقيا مما جاء في الاديان السماوية.

شبكة النترنت هي منصه واسعة لاطلاق طاقات الشباب قبل الكبار ليقولوا ما لا تجرؤ دول الانحطاط العربي قوله وليتعارف الناس فيما بينهم ويتقاربوا بكل لغاتهم وثقافاتهم بافكارهم من بعضهم البعض مع الاحتفاظ بالخصوصية ومع تغييرها ايضا حيث تقام المقارنة بين ما يقوله الجميع من باطن كل ثقافة. لم تتمكن الايه القرانية القائلة انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا بتفعبل هذا القول بقدر ما قالته وفعلته الشبكه العنكبوتية للمعلومات. فايهما كان اكثر اهلية يا تري؟


اخطر ما في الشبكة العنكبوتية هو التجييش السياسي للافراد والمواطنين ونشر كل ما لا يقبل النظام السياسي العربي او الاسلامي به. فالدفاع عن الحريات والوقوف ضد التوريث وفضح ممارسات الامن والتعذيب والتنبية الي حقوق المواطن كلها من مكتسبات الانترنت التي اخترعها الغرب ومجتمعات العقل والعلمانية. فهل كان فضل الانترنت علينا عظيما؟


الانترنت هو دولة مدنية ديموقراطية يمكن ان ينبح فيها الاصوليين باعلي حناجرهم وسنكون سعداء باقوالهم. فسعادتنا ليس مردها اننا نصدق ونقول آمين لما يقولوه انما لان هناك مساحة لا نهائية لتفنيد وفضح ما يقولوه. فما اكثر ما مررت الاصولية من اكاذيب وضلالات وحشرتها في عقل البشر لانه لم يكن هناك اي فرصة لنشر نقد ما يقولوه.

الانترنت دولة مدنية تتسع للجميع بما فيها الاصوليين والسلفيين وكل مروجي الاديان لكن بها ايضا العقلاء واصحاب الفكر السليم. انها مدينة كبيرة بها المجانين والاطباء في وقت ومكان واحد. هي مكان به المرض وبه الشفاء انها الكون بكل ما افرزه من سخافة وعقلانية. من يريد وضع الكون تحت الوصاية بغلق مواقع ومصادرة بلوجات وحجب صفحات انترنتية فهو يرتكب نفس الجريمة التي لم تنجح الالهه في ارتكابها.

هناك تعليقان (2):

  1. عوف الأصيل4 مارس 2010 في 9:15 م

    أين الملحدون أو اللادينيون ؟
    فلا يوجد لهم كيان ، ولاوجود فعلي في أرض الواقع ، وهم لا يستطيعون التأثير في أي مجال ، لا أحد يسمع صوتهم ، بل لهم فائدة هي تصريف ثورة الغضب في الهواء وبدون أي تأثير على نظم المجتمع البالية .

    ردحذف
  2. اخى فى الانسانية ان الاديان لن تذهب هكذا ببساطة انة كالبنيان المرصوص وقاعدتة عريضة وحولة سور عل شائك ومسمم ومميت ومن يتخطاة يجد سلك كهربائياً بقوة عشروميت ميجا فولت بعد ذلك كلاب شرسة واشد ضراوة وافتراس من الضباع سيفتكون بك وبمن يعرفك لا لشى سئ فعلتة ولكن هكذا هى اوامر الرب الرحيم الرؤوف الكثير الاحسان البطئ الغضب الرحمن الرحيم .
    وهذا الرحيم يتغذى على اتباعة ويجزل العطاء الى خدامة ومنفذى افكارة . لذلك فهم يقظين من اجل لقمة عيشهم والوعود المغرية السكسية متيقظين للفتك بك فى اول فرصة
    تحياتى
    سجين

    ردحذف