الجمعة، 22 يناير 2010

حد فاهم حاجة

كتب سامي لبيب:
قصة الله و الشيطان قصة فيها الكثير من الغرابة ..ولو حاولت أن تقرأها قراءة مبسطة ستجدها أن فيها الكثير من عدم الإنسجام والتناقض البشع...بل ستجد أنها تشوه فكرة الله نفسها تشويهاً كبيراً .
الشيطان كان ملاكاً عصى الله وتمرد على أوامره ورفض السجود لأدم ..حسناً تكون هذه القضية خاصة بين الله والشيطان يتصرفا فيها مع بعضهما بعيداً عن الإنسان ولهما مطلق الحرية فى أن يصنعا ما يريدا .الغريب فى الأمر أن الإنسان تم حشره فى هذا الصراع بدون إرادته ..بل تمت عملية رهان ومقايضة بين الله والشيطان عليه .!!فالملاحظ أن الشيطان عندما عصى وتمرد تمت مكافأته ولم يعاقب !!..فبدلا من أن يحرقه الله هو وكل أتباعه من الشياطين الصغار الذين ساروا على دربه جزاء تمردهم وعصيانهم ..وحتى تتجلى أيضاً قدرات الله فى العدل والقصاص والقدرة والجبروت.وبدلاً من ذلك دخل الله هو والشيطان فى رهان على الإنسان .. ليسمح الله للشيطان أن يضل ويوسوس فى ذهن الإنسان ليفعل الشر والمعصية والخطية .!!
الله المنتقم تعطلت عنده هذه الصفة أمام الشيطان فبدلاً من أن يحرقه فور عصيانه تركه ليدخل معه فى رهان .الله الرحيم يدرك أن مصدر كل شر هو الشيطان ..وتركه يخرب فى عقل الإنسان ليحرفه عن الإيمان الصحيح والعمل الصالح ليجهز الله على أثرها محرقة فى السماء لشوى الجلود واللحم والعظام ..ثم يجدد الجلود ليحرقها ثانية إلى مالانهاية .!!!
الله العليم كان مدركا لهذه القصة والسيناريو ..وعارف بتمرد الشيطان وتضليله لمليارات البشر فرداً فرداً من بداية الخليقة وحتى الأن ..ويعرف مصير كل إنسان قبل أن يولد .الخلاصة ..
هل الله كان يعرف أن الشيطان سيتمرد عليه أم أنه فوجئ بهذا الأمر .؟ ...... يعرف
هل الله كان فى مقدوره أن يحرق الشيطان وأتباعه فور تمردهم وعصيانهم أم لا ؟ ..... يقدر
هل الله دخل فى مقايضة ورهان مع الشيطان بإرادته أم رغماً عنه ؟ ..... بإرادته
هل الله يعلم مصير المليارات الذين سيضلوا نتاج تلك الصفقة والرهان أم لا ؟.... يعلم
إذن الله عارف كل سيناريوهات الفيلم مشهد وراء مشهد ..فما معناه .؟!!
حد فاهم حاجة ..!!
أنا فهمتها ..!!عندما إبتدع الإنسان فكرة الألهة تعامل مع الأمور برؤية بسيطة ومنطقيه ..فجعل لكل ظاهرة إلهاً خاصة بها ..ويمتد التخصص فى أن يجعل إلهاً للخير وإلهاً للشر .جاء التوحيد ليجمع كل الظواهر فى إله واحد , وكانت الإشكالية هنا فى تجميع الخير والشر فى إله واحد ..فكيف تجمع بين النور والظلمة والأبيض والأسود فى كيان واحد ؟!!تم التحايل على هذا التناقض الفج بخلق فكرة الشيطان كبديل لإله الشر السابق للقيام بدور الشر ..ولكن إله التوحيد لا يقبل بأن ينازعه فى التفرد بالألوهية والقدرة أحد ..فجاءت القصة كما سردوها لتجعل الشيطان يتحرك من تحت ذقن الله ويلعب فى الملعب الذى حدده الله ..ليكون الشيطان فى النهاية قفاز بيد الله .هكذا تكون الأمور ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق