الاثنين، 9 نوفمبر 2009

الكيت كات

تنطع المتنطعون عبر سياسة وفلسفة الاستنطاع العربية بشكل لا مثيل له فى قضية التطبيع، وإرتكب اهل المقاومة وحاملي يافطة النضال اكبر الجرائم في حق أوطانهم واهلهم وشعوبهم، ويتبجحون بانهم القادررون علي استعاده حقوق الامة التي في خيالهم. لم نجدهم يشيدون بشئ قدر اشادتهم بعدد الذين تخلصوا منهم من ابناء جلدتهم، لكن عدد قتلي الاعداء الذين هم لهم مقاومين فذلك من عالم الغيب. سيقصونه علينا فقط بعد ان يملأ الايمان قلوبنا.
المقاومون، يصفون انفسهم بالابطال، لا يقاومون احدا ممن وضعوهم في سلة الاعداء المعلنة. لكنهم يفخرون باوطان خالية من الخونة والعملاء. فمواصافات الاعداء لديهم هو من لا يقول آمين بعد خطبة الزعيم أو الشيخ ذو المهابة المتين.
لا يفاخرون الا بما مضي عليه اكثر من الف عام. ايه نصوص اخري هي من لغو الحديث. لو سالتهم لوجدت ابطالهم ممن خاضوا معارك القومية العربية بهزائم مدوية. ولو حاورتهم لكانت غاية آمالهم هي الشهاده شرط ان يكون الشهيد من خارج التنظيم والخلية، أو مكتب الارشاد. وطنيتهم لا تحتاج الي اثبات او برهان فيكفي ان تنطلق من حناجرهم الفاظ الخيانة والحاقها باعداء الامة حتي تصبح وطنيتهم حتما مقضيا.
التطبيع عندهم هو الشرك معاذ الله. وتطبيعهم مع الارهاب هو الايمان الذي ينير القلب والفؤاد. فالارهاب عندهم ليس عدوا لانه منصوص عليه في القرآن. لهذا يعدون للاعداء ما استطاعوا من قوة ومن رباط الحزام الناسف، يرهبون به الليبراليين عدو الله وعدوهم.
المقاومون طبعوا مع اسرائيل قبل ان تطلب منهم اسرائيل التطبيع. فقد حاصروها باحزمة حدودية لا تنسف احدا إلا من عبر. واتوا بقوات دولية زياده في التامين لتعزلهم حتي لا يكونوا من الخاسرين. وهذا هو النصر المبين. بهذا اصبح المقاومين في مأمن الي يوم الدين. يحرسون اسرائيل وليس عليهم من سبيل سوي الزعيق بانهم مرابطون الي يوم يبعثون.
نسي المقاومون ان يقولوا لمن يريد السلام "اللي مش مكفية البحر الابيض يشرب من الاحمر والاسود والبنفسجي والبمبي مسخسخ". فما اكثر الكومبارس في السينما المصرية الذين ياتون بما لم يات به الاوائل والابطال. نسي الكومبارس اللاعب لدور صبي المعلم صاحب محلات الفراشة في فيلم "الكيت كات" نسي الميكروفون مفتوحا بعد نهاية مأتم العزاء.
يحرص من يؤدي واجب العزاء علي الجهامة والحزن حتي نهاية التلاوة وانفضاض الماتم، تماما مثلما يحرص المقاومون حتي نهاية المؤتمر والاجتماع. الميكروفون المنسي فشي بما في القلوب ومن نوايا المعزين. هكذا ايضا واقع المقاومين. نسي المقاومون ميكروفون النضال مفتوحا بعد ان انفض مولد النضال باقتطاع ما افاؤه الله عليهم في غزة وجنوب لبنان. في "الكيت كات" خرجت فضائح الحشيش والافيون وحكايات النسوان باعلي صوت من الميكروفون ذاته الذي كان يتلو آيات الذكر الحكيم. كان هناك ميت وماتم وعزاء. لكن كيف تخرج فضائح المقاومين بنفس الاسلوب ومازال الميت حيا فيما يسمي بالقضية الفلسطينية؟ بعد مأتم "الكيت كات" تداول المعزين احلي الكلام فكفاهم حزنا علي الفقيد ، لكن ما أتي وسياتي من المقاومين هو احسن القصص بما اوحي اليك هذا الميكروفون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق